&العــــااااابره ..
مساهماتك : 6818 تاريخ التسجيل : 25/10/2009
| موضوع: | صفاء القلب ونقاء السريرة ؛ طريقك إلى الجنة | الإثنين أغسطس 30, 2010 4:28 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصفاء سعادة الحياة .. وبهجة الدنيا بنا وبمن حولنا .. فالكل منا يطمع بصفاء اموره ..
بالصفاء تستكين النفوس .. وتطمئن القلوب.. ويتسع الصدر .. ويزداد اليقين .. وتغلب النظرة المشرقة الى الدنيا والتفاؤل .. وتسهل الأمور .. ويزداد الصبر .. وتزدان صفة البراءة على الوجوه .. فتطبع صفة الشفافية على صفيُّ القلب .. فيحبه الله ويحبه الناس .
وهذه أسمى الدرجات التي يتسامى إليها الإنسان .. ومن منّا لا يرجو ذلك ..؟؟
ولا يكون ذلك إلا اذا صفى القلب من مكدراته وأوحاله ..
وحال الإنسان لا يخلوا من الاثآم والقصور .. ومن أراد الله به خيراً شغلته نفسه وتقصيرها عن قلوب الناس ونياتهم وتقصيرهم لكي يبلغ درجة الصفاء فينال السعادة وينال محبة الله . فما وجدت أكبر وأشد مما يفسد قلب المؤمن " الطيّب الحنون " إساءة الظن بالناس والشك بهم .. أو التجسُّس على حياتهم الخاصَّة وتتبُّع نقائصهم .. أو التحدث عنهم بما يكرهون ..
إن الانشغال بتفسير التصرفات الشخصية للناس .. وإسقاطها على أسس الريبة وسوء النية .. وتعديد الاستنتاجات لتأكيد هذا الإسقاط .. له من المفاسد القلبية والاجتماعية والنفسية مالا يعد فى حصره ..
فهو أمر معلوم للجميع يغضب الله .. ويفقد به الإنسان الصفاء .. وينشغل تفكيره بتقصير الآخرين ومحاولة إثبات هذا التقصير او هذا الخلل .. مع إننا غير مكلفين بذلك .. وضياع وقتنا بالقيل والقال والاجتماع له لأمر محزن ان يقع فيه الإنسان .. وخاصة ان يأتي الأمر بدون حقيقة واقعية ..
مع ان الأولى أن تحمل ما تراه من فعل او عمل فيه من السعة ما فيه على المحمل الحسن مادام ذلك ممكناً ..
ولو سألنا أنفسنا وماذا بَعدُ .. ماذا استفدت .. هل تُحب ان يعاملك الناس كذلك؟
لماذا نسعى لقطع حبال المودة بين الناس .. لماذا نؤجج المشاعر على الغير ..لماذا لماذا..
يقول احد تلاميذ الإمام الشافعي عنه أنّ الربيع بن سليمان قال : " دخلت على الشافعي و هو مريض فقلت له : قوى الله ضعفك .. فقال : لو قوى ضعفي قتلني .. فقلت : والله ما أردت إلا الخير .. قال : أعلم أنك لو شتمتني لم ترد إلا الخير " هذا الأمر في من تعرف جوهره او يكون ظاهره على ذلك..
فانظروا حفظكم الله فأن الشافعي من شدة ما يعرف عن جوهر الطرف الأخر ومكنونه .. أعلم لو شتمتني لم ترد إلا خيرا .
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها ** لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ
والأمر اشمل واعم فى من لا تعرف .. ان يكون الأصل لديك هو إحسان الظن والتماس الأعذار لعل الله يعاملك بالمثل ويوفق لك من يحسن الظن فيك ويلتمس لك العذر في القول والنية .
إن القلب مضغة إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، فإن استطعت أن تجعل قلبك نقياً طاهراً كطهارة ماء الغمام فافعل، فإن ذلك عون لك على صلاح أمرك، وتعاضد علاقاتك مع الآخرين، فبطهارة القلب تسمو النفس، وتتطهر من الأدران، وتمد بصرها إلى الأمام ناشدة معالي الأمور والهمم.
نم يا أخي الليل وأنت لا تحمل في نفسك وفي قلبك أي شيء على الآخرين، وقل قبل أن تنام: "اللهم إني تصدقتُ بعرضي على الناس، وعفوتُ عمن ظلمني"، وتذكر دائماً قصة ذلك الصحابي الأنصاري الذي خرج على صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله : "يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة"، فخرج ذلك الأنصاري، ولحيته يقطر منها قطرات الوضوء، وفعل ذلك ثلاثة أيام، فقام أحد الصحابة ليرى صنيع هذا الصحابي الذي دفعه ليكون من أهل الجنة فبات عنده الليل، فلم يجده كثير صلاة، ولا صيام، فسأله عن سبب وصف النبي صلى الله عليه وسلم له بأنه من أهل الجنة، فأجابه بأنه ينام الليل، ولا يحمل في قلبه أي شيء على الناس
أخي الكريم : أختي الكريمة من حق أخيك ـ في قلبك ـ أن تتغاضى عن هفواته، وزلاته، وتصفح عنه متى ما أخطأ في حقك، وبدر منه أي تصرفات غير مستساغة، فحينها قف بجانبه، وانصحه، وأحسن به الظن، ولا تحمل في قلبك عليه فإن الدنيا زائلة، ولن تأخذ منها إلا طيبة القلب، نعم القلب الطيب الذي سيظل الناس يذكرونك به عقب موتك.. القلب الصافي الذي يحب الناس، ويحترمهم، ويتغاضى عن زلاتهم، ويستر عيوبهم.. ولا يفوتك ـ أن تعفو عن سقطاته وزلاته فلا تحملها في قلبك، بل أفصح له عن الخطأ، وسامحه في قرارة نفسك، فليس هناك أي إنسان معصوم من الخطأ.
{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.[الشورى: 40].
أما إن بدر منك الخطأ تجاهه فسارع إلى التسامح منه، والتغافر معه، فما يدريك فلعله أخذ بخاطره عليك، وحمل في قلبه هذا الخطأ، فلا تتأخر في ذلك حتى إذا فارقت الحياة فارقتها والجميع يذكرك بخير، لا يحملون في قلوبهم مثقال ذرة من جفاء، أو سلب للحقوق الأخوّية القلبية.. ضع ـ نصب عينيك ـ ما قاله أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: "إذا تغير أخوك، وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك، فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى".. هو أمر مدعاة للمحافظة على الوفاق الأخوي، وصفاء القلوب، وتعانقها.
قد نخطئ وتجري الوساوس الشيطانية في دمائنا، وقد نختلف في وجهات النظر، فلا يكون ذلك مدعاة لصبغ القلوب بصبغة سوداء مظلمة تجعلها تنفر من أحبابها، وتعكر صفو الإخاء، والمحبة في الله تعالى.. فلا يفوتك أن تكون سليم القلب، مُعافى من وساوس الشيطان المريبة، وألق ما يصادفك من ملمات، وأخطاء من إخوانك وأحبابك وراء ظهرك، وسر في طريق الحياة لا تضيرك مثل هذه التوافه التي لا طائل من ورائها إلا خسران العلاقات الأخوّية، وتأخير ركب الحياة في طريق دعوة الناس إلى دين الله القويم.
مرة أخرى- كن نقيّ القلب تفُز بجنة الله، ورضاه، ومحبة البشر.. إن شاء الله..
| |
|
طالبه رضوان ربي .
مساهماتك : 266 تاريخ التسجيل : 10/05/2010
| |