غنآتي **************
مساهماتك : 6551 تاريخ التسجيل : 05/10/2009 الموقع : في آلسـمآء مـטּ [ علوًﯞيٌ ] .. ,!
| موضوع: حينما يبكي الرجـــــال!! الأحد أكتوبر 31, 2010 3:45 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (( الدراما المجتمعية )) في ليلةٍ من الليالي الحزينة .. ومن خلال القنوات الفضائية .. والتي تبثها لنا الأقمار الاصطناعية.. كنت على موعد مع قناة الأماكن الفضائية .. موعد! نعم ..موعد مع الأحزان والتي فجرتها في نفسي هذه القناة ببرنامجها " وقفات إنسانية " هذا البرنامج الذي يسلط الضوء على أُسرٍ "سعوديةٍ" مُعدمة ..تعاني الفقر والمرض والحرمان.. بكل ما تحمل هذه الكلمات من معان، حيثُ تُناشد هذه الأُسر ـ ومن خلال هذا البرنامج ـ المُحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء لتمتد إليهم بالعطاء ، وتنتشلهم من هذا الشقاء الذي يحيونه ، ولا أخفيكم شدني هذا البرنامج ، فتابعتُ أكثر من حلقة وكانت جميعُها بحق مؤثرةٍ ومؤلمة .. فقد كان مقدم البرنامج ـ سامحه الله ـ وكأنه يتعمد أن يضرم نار الأحزان ويزيدها في قلبي اشتعالا ! وذلك بوصفه الدقيق لحالة الفقر والجوع وقلة ذات اليد .. مع أن البرنامج لو اكتفي بعرض مشاهد صامته .. لبلغ ذلك من القلوب مبلغًا .. فكيف إن صحبهُ التعليق على هذه المشاهد .. لكن آخر حلقة تابعتها كانت بالنسبة لي ـ حدًا فاصلاً ـ بيني وبين هذا البرنامج .. فلم أعُد احتمل مشاهدة المزيد! سلطت هذه الحلقة الضوء على الحال المعيشي للمواطن ( حيّان المالكي ) .. حيّان المالكي .. رجلٌ كبير في أواخرِ الخمسين من عمره ، أو هكذا بدا لي ، وربما كان أصغر من ذلك ..لكن نوائب الدهر وفواجعُ الزمان رسمت على محياه تجاعيد السنين .. حيّان المالكي .. رجلٌ مُصاب بمرضٍ ورائي في الدم ، وليس له وظيفة ولا دخلٌ مادي .. سوى ما يتقاضاه من الضمانِ الاجتماعي ـ ومايفعل الضمان في هذا الزمان ـ لرجلٍ يعولُ أسرةٍ مكونة من 23 نفسًا من الأبناءِ والبنات ، ولايمتلك سكنًا وإنما مستأجر لبيتٍ لا تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة ..ومع هذا مُهدد بأن يُلقى في "الشارع " هو وأبناؤه إن لم يدفع الإيجار" رضي بالهم والهم مارضي فيه " هذا غير مطاردة الدائنين له .. وشبح السجنِ وتشرد الأُسرة الذي يلاحقه في كلِّ مكان، تكلَّم الوالد "حيان " عن حاجته وفقره ومرضه وعجزه عن إطعام أبناءه! وقد حاول جاهدًا أن يخفي عبراته خلفَ عباراته .. لكن ! هيهات..هيهات ..ياوالدي ..فانفجر بالبكاء! نعم بكى فأبكاني وهزّ يعلم الله وجداني .. " عجبًا أويبكي الرجـــــــال؟! " نعم .. إن فاق الألم حد الاحتمال .. سمعتُ ورأيت رجلاً يبكي فراق "معشوقته" .. وآخر يبكي انهزامَ فريقه ، وثالثٌ يبكي كسادَ تجارته، فلم أثأثر ولم تُحرك فيَّ ساكنًا .. لكن..بكاءَ والدي ( حيّان ) نحنى بحياتي منحىً آخر ، وصوت نشيجه عزَفَ على وترٍ حسّاس فألهبَ فيّ الإحساس، إحساس المسلم بأخيه في مجتمعٍ شأنه التكافل والترابط بين أفرادهِ ، أعلم أن مُجتمعنا يتميّز بالطبقية .. فهناك الطبقة المخملية .. والمتوسطة ..وما دونها .. لكن طبقة وحياة تحت " الصفر" يعيشُها إخواننا وهم بين أظهرنا ، وربما جيرانٌ لنا ..هذا ما أدهشني ، فلم يعد هناك فرق بينهم وبين " مجاعة أفريقيا" والتي كان سببها الحروب والكوارث الطبيعية! لكن ما السبب هنا ؟ أين الحكومات عن هؤلاء ؟ أين الجمعيات؟ أين المحسنين وأصحاب المواقف المشرفة ؟ مهلاً .. أنا لا أحملهم كاملَ المسئولية .. فكلنا يتحمل جزءً منها ..وكلنا سنسأل عنهم يوم القيامة.. فماذا عسانا نُجيب ؟ّ! أعتذر إخواني .. فقد أطلت وأثقلت وربما لأحلامكم بعثرت .. ولكن هذا أقل ما أقدمه لهذه الفئة .. فالله الله بالتكافل ..وإطعامُ الطعام ..وتفقدَ الأراملَ والأيتام .. [size=25]فوالله أن هذا باب خيرٍ فُتحَ لنا ..فهلاّ دلفناه؟ [/size] | |
|